الخميس، 17 أبريل 2014

كاني عمري

كأني ما ربّيته كأن عُمري ما علّمته

مقتطفات من درس الأستاذه
أناهيد السميري
جزاها الله خير الجزاء ...
يقول أحد الوالدين :
لي ولد ليس مثل إخوته !!
كأنّي ما ربّيته كأن عُمري ما علّمته 
اسمع ... واعلم أنّ الله ابتلاك في هذا !!!
من أجل أن تعرف أن الله هو المربّي وأنّ الله هو الهادي ...
وأنّك لست إلّا وسيلة توصل بدورك تربية الله لهذا الابن
لتعلم أنّ الله تعالىٰ يأتي لك ِبولد مختلِف . فتقول لماذا ؟
أليس أنا نفسي الّذي ربّيته كما ربيّت الباقين ؟ لا .
لابد أن تفهم جيّدًا أنّك لست أنت الّذي ربّيت الأوائل ،
ولا أنت الذي ستربّي هذا، ما يربّيهم إلّا الله ...
إذا رأيت أولادك وهم يكبرون وينحرفون بدل أن يستقيموا
أنت تُربّي وتُربّي وتجد آثار تربيتك تَقِلّ بدل أن تزيد
فتنظر إليهم وأنت عاجز ، دَعْ عنك ما تسمعه من النّاس وألقه خارجًا ، فعندك ربّ ، رحيم ، لطيف ،
قريب ، حكيم ، عليم
سيأتيك بمرادك لكن صبرًا جميلاً .
عامل ربّك كامل الصفات لا تيأس من رَوحهِ أبدًا ...
لا تعاملوا أولادكم باليأس إنّما استعينوا بالله على صلاحهم ...
اطلبوا مِن الله أن يُصلِحهُم ...
وعندما تكون عاجزًا عن تربيتهم فالمفروض أن يزيد رجاؤك بربّك
ولا تيأس من صلاحهم
واحذر ترك طلب الهداية والصَّلاح للأبناء ...
املأ قلبك باليقين أن المُعين لا بدّ أن يردّهم إليك سالمين ...
لكن اطلب منه سبحانه وتعالى
فتلك هي العبادة التي يريدها منك
وانتبه قد يرى الوالدين استقامة
في أبنائهم فيتصوّرون أنّهم صالحين مستقيمين ولا يعلمون
عن الخفايا الّتي يمكن أن تدور
في داخلهم فينخدع الوالدان ويتركوا طلب الاستقامة لأولادهم
فيَتركوا طلب الله أن يهديهم مُغترين بالصورة الظاهرة !
ففي كل الحالات ; اِبْقَ دائمًا عند باب الله ...
لأن الله اختبرك بهم .
هل تعرف ما معنى أنه اختبرك
بهم ؟
أي هل تثق في نفسك أنّك أنت
الّذي تربّيهم أم تستعين به على تربيتهم ؟؟
اختبرك : هل تقف عند بابه طالبًا منه متوسِّلاً إليه ؟
أم تكون معتمدًا على نفسك
واثقًا بها ؟ 
تعامل معهم بثلاث :
1-
تكلّم وأنت يائس أن يأتي كلامك بنتيجة ، يائس أن يبلغ كلامك قلوبهم ، مُتيقِّـنًا أن الله هو الّذي يقذف في قلوبهم كلامك .
2-
تكلّم وأنت لا تنتظر أن يتغيّر تصرفهم بكلامك ، بل يُغير الله أحوالهم ولو بعد حين ، ويجعل كلامك سبب لتغيّرهم ، ويكون كلامك في ميزان حسناتك
٣: تذكر ليس مسؤوليّتك أن تأتي بقلوبهم   !!!!!
لا يأتي بقلوبهم إلاَّ الله ، سيأتي بها لكنه يختبرك هل تصبر أم لا تصبر 
هذا اختبار لك أنت .
قال تعالىٰ : ( إنّك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) وقول النّبي
ربّ لا تكلني إلى نفسي طرفة عين) 
من أجل ذلك كُن يائساً مِن نفسك ، وضَعْ كل رجائك في ربّك وانتظر الفرج سيأتيك ولا بُد ،
لأن الله وعد بهذا، ووعد الله حقّ لا باطل فيه ،
فإذا علم الله من العبد صدق
نيّته أعانه .
يا ربّ اهدِ لنا أبناءنا وبناتنا وأصلح قلوبهم ونوّر بصائرهم وارزقهم بالصّحبة الصّالحه وابعد عنهم أصحاب السّوء يا ربّ
يا كريم يا أرحم الرّاحمين
فوّضنا أمرنا إليك
قد يتعب القلب من تربية الأبناء وتعاني النّفس من تمَرّدِهِم،
مما يسبّب الهمّّ والغم للوالدين
ّقال ابن القيم :
إنّ من الذّنوب ما لا يكفّره إلّا الاهتمام بالأولاد
فهنيئا لكم طريقا لتكفير الذنوب

وان وجدتم من أبنائكم ما يتعبكم في تربيتهم . فاستغفروا ربّكم . كأني ما ربّيته كأن عُمري ما علّمته

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق